أصبحت التعاون الدفاعي حجر الزاوية في العلاقة بين الهند وتنزانيا.
عقدت الاجتماع الثالث للجنة التعاون الدفاعي المشترك بين الهند وتنزانيا في جوا يوم الثلاثاء والتي كانت خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية.
ركز الاجتماع على الالتزامات المتبادلة لتعميق الروابط وتعزيز التعاون البحري وتعزيز التعاون في الخدمات والصناعات الدفاعية.
كانت الوفد الهندي بقيادة الأمين المشترك أميتابه براساد ويتألف من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والقوات المسلحة. كما حضر السفير الهندي لدى تنزانيا، بيشواديب دي. وكان رئيس الوفد التنزاني اللواء فضيل عمري نوندو، قائد القوات البرية.
النتائج الرئيسية لاجتماع JDCC
تعمل الجنة كمنصة حاسمة لكلا البلدين لمراجعة التقدم المحرز في الاتفاقيات السابقة وتحديد مجالات جديدة للتعاون. دارت المناقشات في اجتماع هذا العام حول:
- الشراكات التدريبية: اتفقت الهند وتنزانيا على توسيع برامج التدريب، بناءً على مبادرات بناء القدرات الحالية.
- التعاون الخدمة للخدمة: تم التأكيد على التعاون المعزز بين القوات المسلحة للبلدين، بهدف تعزيز التنسيق والقدرة على التشغيل المتبادل.
- الأمن البحري والتعاون: نظراً للاهتمام الاستراتيجي المشترك لكلا البلدين في المحيط الهندي، ظل الأمن البحري كجدول أعمال ذو أولوية عالية. ركز الاجتماع على تعميق الروابط في العمليات البحرية والتعاون الهيدروغرافي.
- شراكات الصناعة الدفاعية: مع تزايد قدرات الهند في تصنيع الدفاع، استكشف الاجتماع سبل التعاون في إنتاج الدفاع ونقل التكنولوجيا والمشاريع المشتركة.
- كجزء من نشاطات JDCC، من المقرر أن يزور الوفد التنزاني العديد من المرافق الدفاعية الرئيسية في جوا:
- حوض بناء السفن بجوا: سوف يطلع الوفد على خبرة الهند في بناء السفن وتطوير الموانئ، وهو ما يعزز الإمكانية للتعاون في البنية التحتية البحرية.
- INS Hansa: ستقدم قاعدة الطيران البحرية الهندية للمسؤولين التنزانيين نظرة عن كثب على القدرات التشغيلية والتقدم التكنولوجي في الدفاع البحري.
- المعهد الوطني للهيدروغرافيا: الزيارة إلى هذه المؤسسة الهيدروغرافية الرائدة ستعرض قدرات الهند في الرسم البحري، وهي جوانب حاسمة للملاحة الآمنة والفعالة في المحيط الهندي.
خريطة الطريق للتعاون الدفاعي
في أكتوبر من العام الماضي، رفعت الهند وتنزانيا علاقتهما إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية". حددوا خريطة طريق لمدة خمس سنوات لتوجيه تعاونهم الدفاعي. هذه الخريطة تسلط الضوء على الأهداف المشتركة في بناء القدرات ومشاركة التكنولوجيا والمبادرات المشتركة.
لقد شاركت الهند وتنزانيا طويلا في علاقات دافئة وودية، معززة بالروابط الثقافية والدعم المتبادل على المنصات العالمية.
ظهر التعاون الدفاعي باعتباره الركن الجوهري لهذه العلاقة، حيث تلعب الهند دوراً بارزاً في تدريب القوات المسلحة التنزانية والمساهمة في جهود بناء القدرات.
تنزانيا، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في شرق أفريقيا، تقدم أهمية استراتيجية للهند في توسيع نفوذها على القارة الأفريقية. من المتوقع أن يسهم التعاون الدفاعي المعزز في تقوية العلاقات الثنائية وكذلك في الاستقرار والأمن الإقليمي، خاصة في منطقة المحيط الهندي.
في الوقت الذي تتطلع فيه الدولتان نحو المستقبل، فإن الالتزام المشترك بالنمو المتبادل والاستقرار الإقليمي سيقوي بلا شك روابطهما في السنوات القادمة.
في يوليو 2023، أجرت الهند وتنزانيا أول تمرين مشترك لمراقبة المنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ) عندما زار السفينة البحرية الهندية Trishul زنجبار ودار السلام.
كانت قوات البحرية في البلدين قد أجرت تمرينًا بحريًا ثنائيًا في أكتوبر 2022 خلال زيارة السفينة البحرية الهندية Tarkash.
البناء على الإنجازات السابقة
ناقش اجتماع جوا التقدم المحرز من خلال الاجتماعات السابقة للجنة التعاون الدفاعي المشترك (JDCCs). تم تسليط الضوء على المبادرات مثل تدريب الأفراد التنزانيين في المؤسسات العسكرية الهندية والدعم التقني لأنظمة الدفاع كإنجازات مهمة.
أعرب الجانبان عن ارتياحهما للنتائج واستعدادهما لتوسيع هذه البرامج.
يتوافق اجتماع الجنة الثالث مع الرؤية الاستراتيجية الأوسع للهند لتعزيز التعاون الجنوبي-الجنوبي وضمان الأمن في المحيط الهندي.
بالنسبة لتنزانيا، يمثل هذا التعاون فرصة لتحديث القوات المسلحة والاستفادة من تجربة الهند وقدراتها في تكنولوجيا الدفاع والعمليات البحرية.
بينما يختتم الوفد التنزاني زيارته إلى جوا، تبقى كلا الدولتين ملتزمتين بترجمة نتائج اجتماع الجنة إلى مبادرات قابلة للتنفيذ. يهدف الشراكة إلى تعزيز الروابط الدفاعية الثنائية وكذلك المساهمة في السلام والأمن في المنطقة.
في أي حال، فإن اجتماع جوا هو دليل على العلاقة القائمة بين الهند وتنزانيا، حيث يعد التعاون الدفاعي عمودًا رئيسيًا في شراكتهما.