تتشارك الهند وزامبيا إرثًا من الصداقة متجذرًا في تجارب تاريخية مشتركة واحترام متبادل
اتخذت الهند خطوة أخرى نحو تعميق علاقاتها الدبلوماسية والتنموية مع زامبيا من خلال تقديم المعدات الطبية الأساسية لتعزيز بنية الرعاية الصحية في الدولة الأفريقية. إذ توجهت شحنة من المعدات الطبية المتقدمة من ميناء نهافا شيفا في مومباي يوم الخميس (28 نوفمبر 2024) ، في إشارة إلى التعاون وتضامن البلدين.

تتضمن الشحنة أدوات الرعاية الصحية النقدية مثل أسرة المستشفيات وطاولات العمليات وحاضنات الأطفال وماكينات التخدير بين غيرها من الأدوات. وقد تقدمت وزارة الشؤون الخارجية (MEA) في هذه المبادرة.

عبر المتحدث باسم الوزارة راندير جايسوال عن أهمية هذا التعاون في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X قائلاً ، "تعزيز شراكة الهند-زامبيا! في إطار التضامن، تقوم الهند بتقديم المعدات الطبية لحكومة زامبيا. ستساهم الشحنة في تعزيز نظام الرعاية الصحية في زامبيا."

تتشارك الهند وزامبيا إرث الصداقة المتجذر في التجارب التاريخية المشتركة والاحترام المتبادل. وقد تم تعزيز هذه العلاقة - التي تمتد عقوداً - بفضل الجالية الهندية المزدهرة في زامبيا. حوالي 25,000 شخص من أصل هندي ومواطنون هنود في الخارج يعيشون في زامبيا، كثير منهم لديهم جذور أسلاف في غوجارات.

لعبت هذه الجماعة دورًا حاسمًا في النمو الاقتصادي لزامبيا، حيث أسهمت بشكل كبير في قطاعات مثل التجارة والصناعة والصيدلات والتعدين والزراعة. مازال المحترفون الهنود والشركات توسعون وجودهم، مما يعزز الروابط الاقتصادية والثقافية بين البلدين.

الروابط السياسية بين الهند وزامبيا كانت أيضًا ذات أهمية كبيرة. خلال نضال زامبيا من أجل الاستقلال، استلهم قادتها، مثل كينيث كاوندا، من فلسفة ماهاتما غاندي للنضال السلمي والاعتماد على الذات. أدت هذه الأفكار المشتركة إلى خلق رابطة دائمة، إذ تعتبر الحكومات الزامبية المتعاقبة الهند شريكًا ثابتًا وموثوقًا.

مواجهة تحديات الرعاية الصحية في زامبيا
تأتي هذه الشحنة من المعدات الطبية في وقت حاسم بالنسبة لزامبيا التي، مثل العديد من الدول في المنطقة، تواجه تحديات في تقديم الرعاية الصحية المتاحة وعالية الجودة. من المتوقع أن يساهم الدعم الذي تقدمه الهند في سد الفجوات في البنية التحتية الطبية، مما يسمح بتحقيق نتائج علاجية أفضل وزيادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين الزامبيين.

تسلط هذه المبادرة الضوء على الدور المتزايد للهند كمقدم عالمي للمساعدات التنموية، وخاصة في أفريقيا. على مر السنين، قدمت الهند الخبرة الفنية وبناء القدرات والمساعدات الإنسانية للعديد من الدول الأفريقية. 

بينما تهدف الدعم الذي تقدمه الهند إلى زامبيا لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المحلية، فإن الدولة تعمل أيضًا كمركز صحي للبلدان المجاورة مثل زيمبابوي. يعبر العديد من الزيمبابويين الحدود للوصول إلى خدمات طبية أكثر بأسعار معقولة وجودة أعلى في زامبيا.

تعاني نظام الرعاية الصحية في زيمبابوي من الضغط الشديد بسبب عقود من الاضطرابات الاقتصادية والتضخم، مما يترك مواطنيه بوصول محدود إلى الأدوية والعلاجات الأساسية. وتشير التقارير إلى أن الزيمبابويين الفقراء يسافرون بشكل متكرر إلى زامبيا للحصول على أدوية أرخص ورعاية متخصصة.

على سبيل المثال، يمكن شراء دواء روتيني يكلف 85 دولارًا في زيمبابوي مقابل 13 دولارًا فقط في زامبيا. حتى مع نفقات السفر، فإن التكلفة الإجمالية أقل بكثير، مما يجعل من زامبيا خيارًا جذابًا للمرضى الزيمبابويين.

تعتبر المبادرة الأخيرة من الهند شهادة على الشراكة الدائمة بين البلدين. إذ لا يعالج توفير المعدات الطبية احتياجات الرعاية الصحية الفورية في زامبيا فحسب، بل يرمز أيضًا إلى التزام أوسع نطاقًا بتعزيز التنمية المستدامة.

جاءت هذه البادرة في وقت يتعرف فيه البلدان على أهمية التعاون في مواجهة التحديات العالمية. ومن خلال الاستثمار في بنية الرعاية الصحية في زامبيا، تعزز الهند دورها كشريك عالمي مسؤول ملتزم بتعزيز النمو والازدهار المشترك.

بينما تواصل زامبيا تطوير نظامها الصحي، من المرجح أن يترك الدعم الذي تقدمه الهند تأثيراً دائمًا، مما يعزز الروابط بين هذين البلدين. تعمل هذه المبادرة كتذكير بقوة التضامن الدولي في تحقيق التغيير الذي يحمل معنى، وخاصة في مجالات الصحة والتنمية البشرية.