نظرًا لقدرة الهند على التواصل مع الأطراف المختلفة ، فهي دائمًا على استعداد للمساهمة بشكل معنوي في أي جهود دبلوماسية دولية ، كما يقول وزير الخارجية الهندي جايشانكار.
قال وزير خارجية الهند، إس جايشانكار، في روما، إيطاليا يوم الاثنين (25 نوفمبر 2024) إن الهند كانت على اتصال مستمر مع كل من إسرائيل وإيران لدعوتهما إلى ضبط النفس في ظل الوضع المثير للقلق في الشرق الأوسط (غرب آسيا).

خلال توجيهه كلمة في النسخة العاشرة من حوار البحر الأبيض المتوسط في روما، قال إن الهند، بناءً على قدرتها على الخروج للطرفين، دائمًا مستعدة للمساهمة بشكل فعًّال في أي جهود دبلوماسية عالمية.

وأشار جايشانكار إلى أن هناك قوات هندية ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، وأن السفن الهندية نشرت في خليج عدن والبحر العربي الشمالي منذ العام الماضي، لحماية الملاحة التجارية.

وردا على المخاوف المتزايدة بشأن توسع نزاع غرب آسيا، قال: "لقد كنا على اتصال مستمر مع كل من إسرائيل وإيران على أعلى المستويات لدعوتهما إلى تقييد النفس وتعزيز الاتصالات."

وووفقًا لوزير الخارجية جايشانكار، أصبحت إيجاد حل للصراع في أوكرانيا، الذي دخل ثالث سنواته، أمرًا ملحًا. "إن استمرار هذا الصراع يكتنفه عواقب استقرارية خطيرة، بما في ذلك للبحر الأبيض المتوسط. وما يبرزه الأمر هو أنه لا يمكن أن تنشأ أي حلول من المعركة. فقد أصرت الهند باستمرار على أنه لا يمكن تسوية النزاعات في هذا العصر بواسطة الحرب، يجب أن يعود الحوار والدبلوماسية، كلما كان ذلك أسرع".

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي كان قد اتصل شخصياً بقادة كل من روسيا وأوكرانيا بهذا الشأن، بما في ذلك خلال زياراته لموسكو وكييف. "مسؤولينا الكبار لا يزالون على تواصل دائم. نحن نعتقد بقوة أنه يجب على أولئك الذين لديهم القدرة على استكشاف إيجاد أرضية مشتركة أن يتواصلوا مع ذلك القطاع".

إن العلاقات القوية للهند مع منطقة البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا
ووفقاً لوزير الخارجية ايه ام جياشانكار، يمكن أن يكون الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (I-MEEC) الذي أعلن عنه في سبتمبر 2023 لعبة تغيير القواعد. في تعليقاته، شدد جايشانكار أيضاً على الارتباطات القوية بين الهند وغرب آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

بشأن المنطقة البحر المتوسط، أفاد: بأن التجارة السنوية للهند مع دول البحر المتوسط تقدر بحوالي 80 مليار دولار أمريكي، حيث تتركز الاهتمامات الرئيسية في الأسمدة والطاقة وتكنولوجيا المياه والألماس والدفاع والسيبرانية. وقال "تتقدم الهند في مشاريع تحت إجراء تتعلق بالمطارات, الموانئ, السكك الحديدية, الصلب, الهيدروجين الأخضر, الفوسفات والكابلات البحرية. وأضاف "كما أن العلاقات السياسية للهند مع دول المتوسط قوية والتعاون الدفاعي في تحسن".

حول الشرق الأوسط (غرب آسيا)، ذكر : أن التجارة الهندية مع دول الخليج فقط يتراوح بين 160-180 مليار دولار أمريكي سنويا. ويضيف بقية منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 20 مليار دولار أمريكي أخرى. يعيش ويعمل أكثر من 9 ملايين هندي في الشرق الأوسط. وأفاد بأنه سواء يتعلق الأمر بالطاقة أو التكنولوجيا أو المشاريع الصناعية أو الخدمات، فإن الهند لها مصلحة كبيرة في الشرق الأوسط.

"ولهذه الأسباب بالذات، ربما تتوقعون زيادة ظهور الهند وأنشطتها، خاصة مع تحولنا من كوننا الاقتصاد الخامس في العالم إلى الثالث. فتقدم المنطقة البحر المتوسط الفرص وتتحمل المخاطر في عالم متقلب وغير مؤكد" كما أوضح.